إذا أراد الله بعَبْدٍ خيراً قَيَّضَ له قرناءَ خير يُعِينونه على الطاعات، ويَحْمِلونه عليها، ويدعونه إليها. وإذا كانوا إخوانَ سوءٍ حملوه على المخالفات، ودَعَوْه إليها , ومن ذلك الشيطانُ؛ فأنهُ مُقَيَّضٌ مُسَلَّطٌ على الإنسان يوسوس إليه بالمخالفات. وشرٌّ من ذلك النَّفْسُ. فإنها بئس القرين!! فهي تدعو العبدَ- اليومَ- إلى ما فيه هلاكه، وتشهد عيه غداً بفعل الزلَّة. فالنفسُ- وشرُّ قرينٍ للمرءِ نفسهُ- والشياطينُ وشياطينُ الإنْسِ.. كلها تُزيِّن لهم {مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} من طول الأمل، {وَمَا خَلْفَهُمْ} من نسيان الزَّلَلِ، والتسويف في التوبة، والتقصير في الطاعة.